شاركت في الشهر الماضي, (23-26) كانون الأول 2008, بملتقى التقنيين العرب الذي استضيف من قبل تاون هاوس غاليري للفن المعاصر في القاهرة, مصر.
الهدف الرئيسي لعقد هذا الملتقى كان الحديث عن الحاجة المتزايدة لاستخدام التكنولوجيا في كل مجالات حياتنا. إذا أردنا التحدث عن المنطقة العربية, فالناس في الوطن العربي أصبحوا مهتمين أكثر بالانفتاح وتقبل تقنيات عديدة وجديدة والإيمان بأهمية استخدام هذه التقنيات لتطوير وتغيير حياتهم والمضي بها نحو الأفضل على الرغم من كل العقبات التي تواجههم والتي كان لها الدور الكبير في إبعادهم عن مجرى التكنولوجيا في الخارج. هذه العقبات سببها بالطبع الضغوط الاجتماعية والسياسية المختلفة التي يعاني منها الشعب العربي. وبذلك فقد كانت الورشة المكان المناسب لتجمع بعض التقنيين العرب الذين جاؤوا من دول عربية مختلفة و عبروا عن أفكارهم واَرائهم بناءً على خبراتهم التي تنوعت أيضا من حيث البحث والاختصاص حيث حضر الملتقى مبرمجين, نشطاء رقميين, صحفيين, فنانين تشكيليين ومطوري ويب ومصممي مواقع الكترونية. تحدث التقنيون (أو مهاوييس التقنية العرب كما يدعوهم علاء) عن تجاربهم الشخصية وتجارب بلادهم بهذا الخصوص. تم أيضا مناقشة الأفكار العديدة عن كيفية التطور والتقدم إلى الأمام في استخدام التكنولوجيا في الوطن العربي
أربعة تقنيين طموحين جدا قاموا بالتنظيم, ولعبوا دوراً أساسياً في نجاح هذا الملتقى وإظهاره بالشكل الذي كان عليه. هؤلاء هم: منال حسن, علاء عبد الفتاح, لينا عطالله و سامي بن غربية.
تم مناقشة الكثير من المواضيع خلال الأيام الأربعة للملتقى كما تم عرض العديد من المشاريع الجديدة بالإضافة إلى أفكار مبدئية لمشاريع مستقبلية. ولكن أحب أن أشير هنا إلى بعض المواضيع التي استمتعت بطرحها كثيراً وسأبدأ بموضوع الصحافة الشعبية والصحافة التقليدية الذي تم طرحه من قبل رشيد جنكاري و وليد الشوبكي حيث تحدثا عن الفرق بين هذين النوعين من الصحافة في مصر والمغرب. محمد أزرق أيضاً تحدث عن الوضع في الأردن في هذا السياق. الموضوع بشكل عام والنقاش الذي تلاه مكن المشاركين الاَخرين من فهم الوضع أكثر في البلدان العربية وملاحظة الانتشار الكبير للصحافة الشعبية (المواطنة) في الوقت الحالي وماهي العوائق التي تواجهها.
في جلسة أخرى, تحدث سامي بن غربية عن تجربته في النشاط الرقمي وطرح تونس كنموذج لكن النقاش تطور ليشمل النشاط الرقمي والفلترة في باقي الدول العربية. بالطبع هذا الموضوع كان مهماً للجميع لما يحمل معه من ألم للمواطن العربي المتصفح للويب والذي يجد إشارة الحجب تعترض طريقه في معظم الأوقات. كما أن المعلومات التي يجدها على الويب هي مجرد معلومات لا تتعدى كونها سطحية جدًا ولا تخدمه في شيء. هذا بالإضافة طبعا إلى الإحساس الذي يشعر به المواطن العربي بأن السلطة في بلده تراقب كل ما يتصفحه أو يبحث عنه. هذا الموضوع قاد بطريقة أو بأخرى للحديث عن الشبكات الاجتماعية والتي كانت محور النقاش في العديد من الجلسات الأخرى وذلك لما تلعبه من دور مهم حالياً في نشر الفكرة, المعلومة, الحدث, الخ. هذا الموضوع كان قد تحدث عنه بإسهاب محمد سعيد احجيوج حيث طرح عدة أفكار متعلقة بالشبكة الاجتماعية فيس بوك. هذا وقد تحدثت أنا أيضا عن الدور الفعال الذي لعبته الشبكات الاجتماعية في نشر أعمالي الفنية وفي الحصول على فرص عمل أو مجالات للتطور من خلالها. الهدف الرئيسي من حديثي كان التأكيد على أهمية وجود التكنولوجيا في حياتي خاصة وأن معظم أعمالي تعتمد على عدة تقنيات اعتمادا مباشرا حيث أنني أستخدم مثلا التصوير الضوئي, الفيديو, برامج معالجة الصور كما أعتمد على الانترنت اعتماداً أساسياً من أجل التواصل مع باقي الفنانين في العالم والتعرف على ماهو جديد. للأسف هذا الشيء محروم منه الفنانين السوريين المقيمين في سوريا حيث أنهم يعانون (كغيرهم من السوريين بغض النظر عن الاختصاص) من السرعة البطيئة للانترنت ومن قلة الموارد التي تتحدث عن الفن سواء في المكتبات أو على الويب وطبعا فإن أهم هذه المواقع محجوب بالإضافة إلى حجب المواقع الالكترونية التي بإمكانها المساهمة في نشر أعمالهم الإبداعية وفي تسليط الضوء عليها. هذه الظروف أدت إلى عزل الفنانين السوريين الذين يعيشون داخل سوريا عن حركة الفن العالمي وكذلك خلقت مسافة كبيرة بينهم وبين الفنانين السوريين الذين يعيشون في الخارج.
تحدث أنس طويلة في الجلسة المخصصة له عن المحتوى العربي على الانترنت حيث طرح بعض الصعوبات التي من الممكن أن تكون السبب وراء محدودية انتشار المحتوى العربي على الانترنت. عرفنا أنس أيضاً على مشروع شيق وجديد يدعى ميدان. إن تسمية المشروع بميدان هو كناية عن التعبير المباشر لمعنى الكلمة والذي يعكس رسالة المشروع التي تتجلى في خلق مكان تجمع / ساحة مدينة/ ميدان الكتروني يفتح باباً للحوار بين الغرب والعالم العربي من خلال طرح مواضيع متعددة تتم ترجمتها على موقع ميدان في الحال إلى اللغتين العربية والانكليزية ويمكن لأي أحد عندها التعليق عليها والمشاركة في الحوار حتى ولم يكن عنده إلمام باللغة الأخرى.
في سياق المحتوى العربي على الويب, فقد تحدث أيضاً باسم جركس عن هذا الموضوع وزودنا بمعلومات وأرقام بيانات متعلقة بالويكيبيديا العربية. كما تحدث عن الجهد المبذول لتطوير المحتوى وكيف يمكن المساهمة في توسيع قاعدة البيانات المتعلقة به على الانترنت.
أخيرا, أود التنويه إلى جلسة أحمد مكاوي التي تحدث فيها مطولا عن البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر والتي كانت غنية جدا من حيث الطرح والمعلومات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق